لماذا يصر حسن نصر الله على تبديد كل أرصدته ومدخراته كمقاوم لدى قطاع
وائل قنديل |
كبير فى الشارع العربى؟
لماذا يستميت نصر الله فى الدفاع عن دموية بشار الأسد وبشاعة ممارسات نظامه، بينما العالم كله يشاهد بعينيه آلة القتل الأسدية تحصد أرواح العشرات من المواطنين السوريين يوميا؟
إن نصر الله فضل الركوب فى عجلة النظام على الالتحاق بقطار الشعب، وفى وضعية كهذه لا يستطيع أن يرى الذى كان يوما زعيم المقاومة الملهمة الصورة فى حقيقتها، فتتحول أمامه الملايين الثائرة من الشعب السورى إلى أقلية ضئيلة، وتصبح شراسة بشار ابن حافظ الأسد فى إراقة الدماء دفاعا عن حكم الأسرة، جهادا ضد إسرائيل وأمريكا والاستعمار العالمى من أيام التتار والمغول وحتى حلف الناتو.
وقد كانت نكتة حين خرج نصر الله فى خطبة عصماء فى الأسبوع الأخير من مايو الماضى ليجزم بأن غالبية الشعب السورى تؤيد النظام الحاكم وتؤمن ببشار الأسد، غير أن مايو ذهب وجاء يونيو ثم يوليو وأغسطس يوشك على الرحيل، بينما هذه الأغلبية المزعومة تتناقص حتى تكاد تتلاشى الآن بعد أن اثبتت الأيام أن الشعب السورى كله يريد الخلاص من الأسد الصغير وأعوانه، باستثناء بعض الذين لا يقدرون على الفطام عن الرضاعة من ببرونات النظام، بالإضافة إلى عدد من «القومجية» المحترفين هنا وهناك.
غير أن فى الأمر مفارقة مدهشة تجعل حسن نصر الله فى موقف لا يحسد عليه وهو يقف أمام المرآة يشذب لحيته ويتفحص ملامح وجهه، فالرجل الذى يستبسل فى الدفاع عن بشار الأسد وحالة نظامه، على اعتبار أنها حالة صمود فى وجه الاستعمار ومخططات التقسيم، لا ينطق ببنت شفة عن نظام آخر يروج بعض أرامله فى العواصم العربية أنه يدفع حياته ثمنا للتصدى للاستعمار والإمبريالية وهو نظام معمر القذافى. وأظن أن نظامى الأسد والقذافى وجهان لعملة واحدة، فكلاهما رضع من ثدى الخطابة والرطانة، صحيح أن حاكم سوريا يبدو أكثر فصاحة وبلاغة من ملك ملوك أفريقيا المخلوع، إلا أن كليهما يبيع بضاعة واحدة هى الكلام، فلماذا يهرع نصر الله لنجدة الأول ويصمت عن الثانى؟
أخشى أن أقول إن فى الأمر بعضا من الطائفية يا عزيزى، فبشار الأسد ابن الطائفة العلوية المنسجم تماما مع جملة المبادئ المؤسسة لسياسة حسن نصر الله والنظام الإيرانى، بينما القذافى لايزال متهما من حزب الله وطهران بالمسئولية عن اختفاء الإمام الصدر، ومن ثم فليسقط وليذهب فى ستين داهية غير مأسوف عليه من قبل نصر الله.
إننا لم نلمس من حسن نصر الله هذا الأسى والحزن عندما بدأت عملية احتلال العراق وتقسيمه من قبل قوات الغزو النجلو أمريكى، حتى إن أحد رموز المعارضة الإسلامية فى الأردن ليث شبيلات انتقد توصيف صديقه نصر الله لموقف الخونة المتعاملين مع قوات الغزو بأنه اجتهاد.
إن تيار الثورات العربية الهادر قد أسقط القناع عن كثير من تجار القومية العربية فى العواصم العربية وأظهرهم عراة وهم لا يرون فى الثورتين الليبية الرائعة إلا مؤامرة من الناتو. وإذا كان هذا متوقعا ومفهوما من أثرياء «قومية العروش» فإنه يبدو محيرا وغريبا من رجل بنى مجده على أنه زعيم مقاومة شعبية.. إنه شىء أقرب للانتحار السياسى والأخلاقى.
لماذا يستميت نصر الله فى الدفاع عن دموية بشار الأسد وبشاعة ممارسات نظامه، بينما العالم كله يشاهد بعينيه آلة القتل الأسدية تحصد أرواح العشرات من المواطنين السوريين يوميا؟
إن نصر الله فضل الركوب فى عجلة النظام على الالتحاق بقطار الشعب، وفى وضعية كهذه لا يستطيع أن يرى الذى كان يوما زعيم المقاومة الملهمة الصورة فى حقيقتها، فتتحول أمامه الملايين الثائرة من الشعب السورى إلى أقلية ضئيلة، وتصبح شراسة بشار ابن حافظ الأسد فى إراقة الدماء دفاعا عن حكم الأسرة، جهادا ضد إسرائيل وأمريكا والاستعمار العالمى من أيام التتار والمغول وحتى حلف الناتو.
وقد كانت نكتة حين خرج نصر الله فى خطبة عصماء فى الأسبوع الأخير من مايو الماضى ليجزم بأن غالبية الشعب السورى تؤيد النظام الحاكم وتؤمن ببشار الأسد، غير أن مايو ذهب وجاء يونيو ثم يوليو وأغسطس يوشك على الرحيل، بينما هذه الأغلبية المزعومة تتناقص حتى تكاد تتلاشى الآن بعد أن اثبتت الأيام أن الشعب السورى كله يريد الخلاص من الأسد الصغير وأعوانه، باستثناء بعض الذين لا يقدرون على الفطام عن الرضاعة من ببرونات النظام، بالإضافة إلى عدد من «القومجية» المحترفين هنا وهناك.
غير أن فى الأمر مفارقة مدهشة تجعل حسن نصر الله فى موقف لا يحسد عليه وهو يقف أمام المرآة يشذب لحيته ويتفحص ملامح وجهه، فالرجل الذى يستبسل فى الدفاع عن بشار الأسد وحالة نظامه، على اعتبار أنها حالة صمود فى وجه الاستعمار ومخططات التقسيم، لا ينطق ببنت شفة عن نظام آخر يروج بعض أرامله فى العواصم العربية أنه يدفع حياته ثمنا للتصدى للاستعمار والإمبريالية وهو نظام معمر القذافى. وأظن أن نظامى الأسد والقذافى وجهان لعملة واحدة، فكلاهما رضع من ثدى الخطابة والرطانة، صحيح أن حاكم سوريا يبدو أكثر فصاحة وبلاغة من ملك ملوك أفريقيا المخلوع، إلا أن كليهما يبيع بضاعة واحدة هى الكلام، فلماذا يهرع نصر الله لنجدة الأول ويصمت عن الثانى؟
أخشى أن أقول إن فى الأمر بعضا من الطائفية يا عزيزى، فبشار الأسد ابن الطائفة العلوية المنسجم تماما مع جملة المبادئ المؤسسة لسياسة حسن نصر الله والنظام الإيرانى، بينما القذافى لايزال متهما من حزب الله وطهران بالمسئولية عن اختفاء الإمام الصدر، ومن ثم فليسقط وليذهب فى ستين داهية غير مأسوف عليه من قبل نصر الله.
إننا لم نلمس من حسن نصر الله هذا الأسى والحزن عندما بدأت عملية احتلال العراق وتقسيمه من قبل قوات الغزو النجلو أمريكى، حتى إن أحد رموز المعارضة الإسلامية فى الأردن ليث شبيلات انتقد توصيف صديقه نصر الله لموقف الخونة المتعاملين مع قوات الغزو بأنه اجتهاد.
إن تيار الثورات العربية الهادر قد أسقط القناع عن كثير من تجار القومية العربية فى العواصم العربية وأظهرهم عراة وهم لا يرون فى الثورتين الليبية الرائعة إلا مؤامرة من الناتو. وإذا كان هذا متوقعا ومفهوما من أثرياء «قومية العروش» فإنه يبدو محيرا وغريبا من رجل بنى مجده على أنه زعيم مقاومة شعبية.. إنه شىء أقرب للانتحار السياسى والأخلاقى.
No comments:
Post a Comment